ما هي جهنم؟

ما هي جهنم؟

يروي الترمذي في حديت حدثنَا
عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي
بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عَاصِمٍ هُوَ ابْنُ بَهْدَلَةَ عَنْ
أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أُوقِدَ عَلَى النَّارِ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى
احْمَرَّتْ ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ
ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ فَهِيَ سَوْدَاءُ
مُظْلِمَة)

بالرغم من أن الشيخ الجليل
الألباني قد ضعف هذا الحديث حيث يقول: يحيى هذا ثقة محتج به في الصحيحين ،
فلا مجال للغمز منه ، ولاسيما وفوقه شريك وهو ابن عبد الله النخعي القاضي ،
وهو سيء الحفظ ، فهو علة الحديث ، ويؤكد ذلك اضطرابه فيه فتارة يرفعه
وأخرى يوقفه ، وتارة يجزم في إسناده فيقول : عن أبي صالح ، وتارة يشك فيه
فيقول : عن أبي صالح أو عن رجل آخر ، وذلك من علامات قلة ضبطه وسوء حفظه
فلا جرم ضعفه أهل العلم والمعرفة بالرجال ، فالحديث ضعيف مرفوعاً وموقوفاً .
انظر السلسلة الضعيفة (3/470)

إلا
انه لا يمكن غض النظر عن تطابق هذا الحديث الذي يصف جهنم مع الاكتشافات
العلمية الحديثة في علم الفلك حيث اكتشف العلماء الفلكيون أن كثير من
النجوم كشمسنا تمر حياتها بالمراحل التالية:
1.
بعد احتراقها لفترة طويلة تبدأ بالانتقال إلى مرحلة جديدة من حياتها حيث
تبدأ بالتضخم الذي يصاحبه تحول لونها إلى اللون الأحمر. اصطلح العلماء على
تسمية النجم في هذه المرحلة بالعملاق الأحمر لاحمرار لونه وتضخمه عن حجمه
الأصلي.

[center]

صورة تخيليه لمنظر الشمس عند تضخمها وتحولها إلى عملاق احمر

2. بعد مرور فترة من الزمن تختلف بحسب حجم النجم ينفجر النجم مخلفا نواته ذات لون ابيض اصطلح العلماء على تسميتها بالقزم الأبيض

صورة حقيقية لقزم ابيض محاط بما تبقى من انفجار النجم العملاق الأحمر

3.
كما يؤكد الكثير من العلماء فان المرحلة التالية للنجم هي برودته وتوقف
انبعاث الضوء منه وتحوله إلى ما يسمى بالقزم الأسود. فيكون في هذه المرحلة
أشبه بكوكب مظلم شديد الحرارة ذو قشرة صلبة نسبيا تغطي أعماق ممتلئة بمواد
منصهرة درجة حرارتها أعلى بكثير من درجة حرارة الحمم البركانية في باطن
كوكبنا الأرض.

من
الملاحظ أن وصف حياة النجم تتطابق مع حديث الرسول (ص) ولا تتنافى مع احتمال
أن جهنم هي عبارة عن نجم خلقه الله تعالى لغرض معين ليكون محل إقامة
المجرمين و العصاة.

مثل
هذا الجُرم الحار بمواده المنصهرة في باطنه والتي تخرج من وقت لأخر بشكل
مفاجئ كما هو الحال مع براكين الأرض مصحوبة بألسنة اللهب قد تحمل والله أعلم تفسير قوله تعالى
{
لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ
النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (39) بَلْ
تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا
هُمْ يُنْظَرُونَ (40)}[ الأنبياء]
وقوله تعالى
{ إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ (33)} [المرسلات]
اللهم أجرنا وسائر المسلمين من عذاب جهنم

[/center]